المقدمة:
هل سمعت أحدهم يقول لك شكر الله صنيعك ؟فكيف يشكرك الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم :”إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ”1فحري بنا نحن معاشر المسلمين أن نتعرف على أسماء الله وصفاته ، كما إثبتها تعالى في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تشبيه ، حتى ندخل الجنة ،ونتقرب إلى الله جل جلاله بها ،فنفوز في الدارين .
قال تعالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}[1][الأعراف: 180، وقدْ علَّمَها لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحَرَصَ على إيضاحِها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ للهِ تعالَى تِسْعَةً وتِسعينَ اسمًا، وأنَّ مَن أحْصاها فحَفِظها في صَدْرِه وعَرَفَهَا، دخَل الجنَّةَ؛ جَزاءً على هذا الحفْظِ والإحصاءِ.أو المرادُ بإحصَائِها وحفْظِها:الإحاطَةُ بها لَفظًا ومعنًى، أو دُعاءُ اللهِ بها؛ لقولِه تعالَى: {فَادْعُوهُ بِهَا}؛ وذلك بأنْ تَجعلَها وَسِيلةً لكَ عندَ الدُّعاءِ، فتَقولَ:يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، وما أشبَهَ ذلك، وقِيل:أنْ تَتعبَّدَ للهِ بِمُقتضاها، فإذا عَلِمْتَ أنَّه رَحِيمٌ تَتعرَّضُ لرَحمتِه، وإذا عَلِمتَ أنَّه غَفورٌ تَتعرَّضُ لمَغفرتِه، وإذا عَلِمتَ أنَّه سَمِيعٌ اتَّقَيْتَ القولَ الَّذِي يُغضِبُه، وإذا عَلِمتَ أنَّه بَصيرٌ اجتَنَبْتَ الفِعلَ الَّذي لا يَرضاهُ.[2]موسوعة الدرر السنية.
أسم الله “الشكور”:
قال السعدي رحمه الله:من أسمائه تعالى الشاكر الشكور ،(وهو الذي يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرما منه وجودا، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله تعالى)
فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعةً، وفي بدنه قوةً ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور.ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة[3]https://dorar.net/aqadia/582/-الشاكر،-الشكور
كيف يشكرك الله ؟
حينما نقول فلان شكر فلان أي معناه جزاه على إحسانه إليه ، فكيف إذا الله يشكرك ؟
أي يعطيك أكثر مما فعلت ، فالله يشكرك على إحسانك لنفسك سبحانه وتعالى لا إليه ، و نحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ، قال تعالى “ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ [4]سورةفاطر ،آيه ٢٩-٣٠
حينما تعمل طاعة ،وإن كانت بسيطة يعطيك الله سبحانه وتعالى أكثر منها بكثير جدا ، فالله سبحانه وتعالى يثني عليك في الملاأ الأعلى ،” يقولُ اللَّهُ تَعالَى:أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في
نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً “[5]الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو … أكمل القراءة
يقول ابن تيمية إذا عملت عملاً(عمل طاعة )وما وجدت له لذة ،هناك خلل فراجع قلبك !لماذا ؟ لأن الله سبحانه هو الشكور .
إذا قمت بأعمال صالحة (أي أعمال يحبها الله سبحانه وتعالى ) ،يقول ابن تيمية الأعمال الصالحة على قسمين :
١-أعمال صالحة من حيث الأصل ،اي بنص الكتاب والسنة.
٢-أعمال صالحة تكون صالحة من حيث النوايا ، مثل /النوم يقول معاذ ابن جبل رضي الله عنه إني لأحتسب قومتي كما أحتسب نومتي.
الخاتمة:
فإذا تيقنت بقلبك أن لك رب شكور سيشكر صنيعك ،فستتجرد من المخلوقين ،ويصبح همك الله ،وإذا شكرك الله ، قد سيجزك في الدنيا قبل الأخرة .
المصادر :
١- موسوعة الدررالسنية
٢- كيف يشكرك الله للشيخ الدكتور : محمد سعد الشرقاوي.
٣- قناة معارج للتعريف برب العالمين ،برنامج سلام ،الشيخ ناصر الحميد.