الشعير غير المطحون

المقدمة

كثيراً ما نسمع عن التلبية ، وفوائدها ،خصوصاً وأنها توصف لأهل العزاء ، وهي فكرة جيدة إذا أخذتي معكِ التلبينة كطبق ، يدخل السرور على قلب صديقتك في مصيبتها هذه ، لكن هل تعرفين طريقة التلبينة النبوية الصحيحة ؟ 

ماهي التلبينة ؟

تعريفها:

هي الحساء المعد من دقيق الشعير المطحون ، فكلما زاد طحنه زادت قيمته الغذائية .

قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: “قَدْ تَقَدَّمَ إِنَّهَا مَاءُ الشَّعِيرِ الْمَطْحُونِ، وَذَكَرْنَا مَنَافِعَهَا، وَأَنَّهَا أَنْفَعُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ مِنْ مَاءِ الشَّعِيرِ الصَّحِيحِ”.

[1]كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، ص: 269 – تلبينة – المكتبة الشاملة الحديثة الرابط: https://al-maktaba.org/book/21713/1779#p3

سبب تسميتها بالتلبينة

سميت بالتلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها .

طريقة عمل التلبينة

للحصول على فوائد التلبينة لا بد أن تحضر بمكونات صحية وطريقة جيدة:

نحتاج إلى :

١\كوب ماء نقي

٢\ملعقتين من الشعير المطحون بنخالته

الطريقة:

يطبخ المزيج على نار هادئة لمدة ٥ دقائق ،ويمكن إضافة عسل حسب الرغبة .

ملاحظة:

إذا لوحظ أثناء تحضير التلبينة أنها صلبة يمكن إضافة المزيد من الحليب، فإن لم يتوافر إلا الحليب الجاف لديكم، فيمكن خلط الحليب الجاف بالماء كبديل جيد.فأنواع الشعير تختلف عن بعضها بقدرة امتصاص السوائل، كما يمكن استخدام الشعير المنخل، لكن يفضل الشعير غير المنخل؛ لأن قشرة الشعير تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المهمة للجسم. 

فوائد التلبينة

جاء في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة -رضي الله عنها-أنها كانت إذا مات الميت من أهلها واجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلى أهلهن أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت وصنعت ثريدا ثم صبت التلبينة عليه ثم قال كلوا منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (التلبينة مُجِمًة المريض تذهب ببعض الحزن).

قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلَّ الله عليه وسلم- : « التَّلْبينةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤادِ المريضِ ، تُذْهِبُ ببعضِ الحُزنِ ».[2]أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما [٢٢١٦-٥٤١٧]

كما أن الشعير يحتوي على مضادات الأكسدة التي لها القدرة على تثبيت أنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول كما تحتوي ألياف الشعير على مادة هامة جدا وهي البيتاجلوكان التي تتحد مع الكولسترول الزائد في الأطعمة والأحماض الصفراوية مما يقلل وصوله إلى تيار الدم والتلبينة زيادة على ذلك علاج لارتفاع السكر والضغط لاحتوائها على كمية وافرة من عنصر البوتاسيوم حيث يوجهذا التوازن اللازم بين الملح والماء داخل الخلية بالإضافة إلى كون الشعير مدرا للبول مما يقلل من ضغط الدم ويحتوى على الماغنيسيوم والمعادن الأخرى الضرورية لإفراز الأنسولين واستدامته بحاله نشطة كما أن الشعير ينظم امتصاص السكر بالدم مما يحد من ارتفاع السكر المفاجئ لاحتواء أليافه المنحلة القابلة للذوبان على بكتينات تكون مع الماء هلاما لزجا يبطئ من هضم وامتصاص النشويات والسكريات. 

وهي من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية جداً.

قال ابن القيم -رحمه الله-: “وقد تقدم أن للعادات تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية ، وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صحاحاً ، وهو أكثر تغذية ، وأقوى فعلاً ، وأعظم جلاءً .. ” انتهى.[3]زاد المعاد [120/4]

وقال أيضًا: “وإذا شئتَ أن تعرف فضل التلبينة : فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي ماء الشعير لهم ؛ فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحاً ، والتلبينة تطبخ منه مطحوناً ، وهي أنفع منه لخروج خاصية الشعير بالطحن.

ختاماً

نتمى أن نكون قد قدمنا لكم التلبينة الصحيحة التي يمكن أن تصنعوها بسهولة في بيوتكم وإن تحصلوا على فوائدها الجمة ، ولا تنسوا أنها من الهدي النبوي الشريف .

أهم المصادر

زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم

المراجع

المراجع
1 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، ص: 269 – تلبينة – المكتبة الشاملة الحديثة الرابط: https://al-maktaba.org/book/21713/1779#p3
2 أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما [٢٢١٦-٥٤١٧]
3 زاد المعاد [120/4]